هل يشي الجدار القابع في صمته بما حدث لي ؟!
هذه الغرفة صاحبتي الوحيدة
تكاد انفاسي تحتضر إذ فارقتها
تعرف عني ملا يعرفه القريب
تشعر بصحراء حياتي
وتغدق علي من سكونها ما أحتاج
الليلة الساعة 1 صباحا
وأنا ما زلت أقلب أوجاعي بالتفكير حينا وبالقرءاة حينا آخر
أتنهد بصمت حتى لا تتسلل تنهداتي فتكون تهمة أخرى
فأصبح في محكمتهم
قبل 5 ساعات من الآن فتحت صوت حاسوبي على سورة البقرة وآل عمران
أكرر المشهد يوميا
حصن لي لعلي أهنأ بصبح لا يبتدأ بصراخ في أذني
يتوعك بطني ألما وأشعر برغبة في الغثيان
لا أدري لماذا
أهي حموضة أم ردة فعل نفسية أخرى
أقضي الليل أتألم
فلا ماء قريب ولا دورة حمام أكرمكم الله قريبة
وإذا انسللت إلى الموجودة خارجا
باتت أعينهم مترقبة لتسجيل خروجي بتهمة أخرى
أسدل اللحاف على جسدي الغارق في سكونه
أشغل المروحة لعل صوتها يبدد شيئا من ضغط
الغرفة الذي يزعجني بهدوئه المقلق
حينها تبدأ عيناي المجهدتان بالألم ليس صراخا
لكنهما تنسابان بملوحة تكاد
تكون كافية لتدلك أن انسيابها عن حزن فظيع
لم أطالبها بالسقوط
ما تمر ثوان إلا وتغلق نفسها وتنعدم رؤيتي
أصر عليها أن تفتح
فلا تطيعني وتبدأ بسلسلة متتالية من الألم الفظيع
وهكذا ككل ليلة
أتناول الرباط الذهبي
أقصد بها حجابي فألفه على عيني
في محاولة مني لنسيان ألم عيناي
الذي يتبدد بتباشير الصبح
لا أدري حقا أهو وجع آخر لرد نفسي آخر
استيقظ في وقت متأخر
وأنأ أعلم عيناي الحمد أن الصباح بدا هادئا
لا أصوات صراخ
ولا خوف مترقب
ولا دعوة أكررها
اللهم اجعل بيني وبينهم سدا
فأغشيناهم وهم لا يبصرون
اهم أعدائي
لا أدري
قيل لي في قاموس حياتي المقتصر على القيد
أنهم أهلي
أمشي بتثاقل غريب نحو الخارج أستنشق الأوضاع لأزفرها
راحة
إنهم قد رحلوا كل إلى حيث يريد الإيواء
والصباح يعتكف بي لوحدي
بعد ان أتممت لوحة الصباح المتكررة
أمسك حاسوبي
لأطل من خلاله على العالم قليلا
أحسب الساعات حتى لا تدركني تهمتهم في استخدامه
حتى لو لا يريدون للهاتف حاجة
المهم أن لا أصله بحاسوبي
أجلس في تلك الغرفة التي أغرقها
المطر بما تبقى فيها من صمود
السطح مبلل بالملح الذي يحكي
لك قصة إهمال
لكنك لو تفكرت قليلا قليلا فقط
لعلمت أن كل إهمال في زوايا بيتنا لا وجود لأثره إن أقبل أخاه
فأخاه إنسان ونحن لا
نحن إناث
وهل الأنثى مكرمة في عرفه ؟
هيهات
بينما انا غارقة في أخبار العالم أسمع سقطة عنيفة لشيء أعنف
وأقوم فزعة لأدرك بأن إنذار السطح الأول قد بدأ بالسقوط
ولله الحمد
علي أن أشكر الله كثيرا
أنه لم يقع فوق رأسي
أهز كتفي بلا مبالاة
فأنا أعرف مسبقا أنه لن يصلحه
إلا بعد فترة بعيدة
لأن أخاه سيأتي بعد فترة بعيدة جدا
أو كان فقيرا حتى لا يملك بيتا له
أعجب من الناس كلما ازداد مالهم كل ما ازداد بخلهم
ومن الفقارى كلما ازداد فقرهم
كلما أصبحوا أكثر كرما
التعليم يسقط حسابات المفاوضة
أليس كذلك؟
أنتقل إلى الصالة
أفتح التلفاز لأقلب القنوات
لا لإستقرعلى شيء لأني
أعلم حقيقة أنهم سيأتون قبل أن أرى شيئا محددا
أغلقه بملل
ثم امسك بقلمي لأشكل لوحة لا تشي إلا بفكري المشوش
وأضع الدفتر جانبا
تهرب من جفني دمعة يتيمة
أقرأ فيها كل البؤس
لأدرك ان هذا السجن اليومي لم يبدأ بعد
يأتون ويحملون في لسانهم كل ما يحبه الشيطان
من عداوة وبغضاء وألم نفسي
أتسلل للمطبخ أفضي لقدوره بغضبي
وما عن تطرق الواحدة حتى أكون بين رواية لا تنتهي
النقد المتواصل أكان الغداء جيدا أم سيئا
لو يعيشوا لحظة فقر شديد كأولئك لأدركوا حجم النعمة
لكنهم لا يعوون
تشرق بي اللقمة والأخرى وهم يفعلون الأكثر
مابين عذاب نفسي وأنت تأكل
أو حرب أخرى بإبقاء كل ما وجد سرا حتى لا تصله يديك
وبالأخير
رغبتي في تقيؤ كل ما أكلته هي الأكيدة
ربما نفسي المتشبعة بعزتها حتى النخاع لا ترغب بشيء ليس لها
حين يقبل العصر آكل من الدكان
كأنما هي عمتي وليست أمي
من قال بأن الأمومة رحمة
أكاد أجزم أنها مهانة
عندنا
لذا لا يزيدني ذاك إلا رغبة في أن أكون اما لأغير الصورة
هو
حينما يأتي ويستحوذ المكان
وكل الحقد في قلبي ينتفض من قدومه
أحس بأن االغرفة قد امتلئت ثاني أكسيد الكربون
فأرحل من المكان كله
أحيانا يستضيفني الحمام لساعات طويلة
أكرمكم الله لأسمح لدموعي بالتخفيف عن ألمي
وأحيانا يكون الفضاء الرحب هو أنيسي بين نجم أراه
وآخر مختفي
لكني أنسل عائدة لكي لا تضاف تهمة أخرى
تهمة الترقب لبيت الجيران
إنه سجن بمرتبة خمس نجوم
ألم أقل لكم ؟!!