السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب أدب الرحلات تشدني كثيرا لا سيما وأن السفر مادتها الأولى
فإذا لم يظفر الإنسان برحلة سفر فليظفر برحلة في كتاب هنا
سأضع قراءتي لكتاب من أدب الرحلات وهو كتاب رحلة في البحار الأربعة لمؤلفه جمال ملجم سوري
أسلوب الكاتب يعتمد الأسلوب الشاعري في السرد يفصل كثيرا في الأشخاص أكثر من المدن يتعمق في العلاقات واللحظات أكثر من تعمقه في أسس المدن
فإن اردت كاتبا يجعلك تحس باللحظات التي تقضيها وأنت عند مضيق البسفور تلك اللحظة التاريخية لكي تحس بعظمتها فاقرأ وصفه لها
وإن أردت عاشقا للبحر مخاطبا له مفصلا أحزانه ومواجعه وانتصاراته وانهزامته
فاقرأ رحلته البحرية تلك التي أراد أن يغير بها من التدريس إلى شيء جديد يدر عليه ربحا جيدا
الفطام عند الكاتب له دلالة عميقة وكأنما فطام الأم لم يترك كل الأثر بقدر ما كان فطامه للأرض التي ضمته حين غادرها فتى متسللا إلى لبنان في نشوة مراهق لرؤية العالم الآخر وإذ به إذ يرجع إليها يضم ترابها انتشاء بعودته لحضن أمه
وكان الزواج فطاما أحل به من صفاته ستارا جديدا فغدا والنضج سيان
والفطام الأخير هو ما علله الكاتب بقول نابليون ما مفاده أن الرجل لا يصبح رجلا بحق إلا إذا أدى الخدمة العسكرية
فنرى صاحبنا أمام العدو ببضع خطوات متخبطا في هذا الليل الحالك يبحث عن مخرج من تلك الجبال الباردة يرى الموت قريبا ثم تنتشي لحظات الموت رعبا أطال الكاتب في وصف مسقط رأسه الدريكيش بكل ملامحها والدفء الإجتماعي فيه
اوبكل ذكريات الطفولة الموجعة والقاسية التي تكشفت عن معدن صلب أراد أن يكون فكانالأشخاص في بلدته طيوف متعددة بشتى تفاصيلها الطريفة المفرحة والموجعةالرميلان هي الاغتيال الاول لذلك الطفل الريفي الحر في داخله منطقة عمله في الوحل الاسود التي لا يحب ذكر تفاصيلها من يعيدني الى بلدتي الصغيرة وشجرة التوتمن يردني الى ارجوحتي الهاربة في الجبالالى الدروب والازقة الحبيبةالموت واللحظات التي كانت أدنى قوس منه تساءل الكاتب عن هذه اللحظات التي يكون فيها الذهن والوعي صافيا يجعله يرى كل شيء فيها بوضوح تام ويفكر كيف سيتعامل مع اللحظات القادمة يرى مالا يستطيع رؤيته في اللحظات العادية اهي خاصية جديدة للحظات الموت
الجبال عناصر الطبيعة هناك لها لغة شفافة تخاطب الروح والمشاعر التي تشف الى غاية ما تبلغ الشفافيةذاك الشعور المتنوع الغن
يافاض الكاتب وهو الريفي في وصف الريف ببحاره وانهاره مزاراتها ومناسباتها واعراسها والعابها واعيادها عيد الزهور مثلا يصف الاشياء البسيطة التي تغذي هذه الروح في الريف بشيء اكبر من حجمها وقد صدقت
سأل انسانا كم عمرك فيجيب اربعون وثلاثون وهكذا وآخر فيجيبك بشيء قريب من ذلك
ترى ماذا فهمنا من عمر هذا الانسان سوى هذا الرقم الحسابي البسيط كم من الاعمار متشابهة متماثلة ونعلم ان الامر ليس كذلك
ان من يريد ان يقرا التاريخ حقيقة عليه ان يستنطق المكان لقد اعطانا الريف اجمل ما عنده فطبع قلوبنا بدفق ينابيعه وعطر نفوسنا بشذا خضرته وملا اعيننا باتساع سمائه واجسادنا بحركة نسائمه ونشاطها الحركرم الريف لا حدود لهباته ثم تلك البساطة الىسرة التي تجعل الروح خلوا من كل حقد وخبثتجربة التدريس والاماكن التي درس بها دير الجرد وكرفس كان لها تفاصيل هنا وهناك توضح فخر الكاتب بمهنته
رومانيا رحلة السفر البحرية الاولى بعيدا عن الوطنفي لحظات الوداع يشف كيان الانسان كثيرا ويصبح اكثر رهافة فيلحظ الاحاسيس والمشاعر حتى في الجمادات
الباخرة العجيبة لم تسلم من وصف الكاتب لها بكل مساوئها والتي اكسبته مهارة الطبخ
قبرص ان المعرفة التي هي رحمة ونعمة عظمى للانسان تسلب من هذا الانسان الذي يتعلمها نعما اخرى جميلة وعزيزة وكيف سلبت الكاتب كل الدهشة برؤية قبرص وتاريخها الذي سبق الى عقله
البحر المتوسط ملك جمال البحارعجمة البحر انتقلت الى داخلي واحسست بجفاف داخلي اوسع من صحاري العرب لكن ما هو اشبه باليقين عندي ان تلك الشيفرة الكونية الطبيعية التي كانت في اعماقي والتي كانت
تستقبل كل ما يبثه الكون لي قد ادركها عطب ما