الاثنين، 1 مارس 2010

عندما تنطفئ الكهرباء

الوقت العاشرة مساء .....
المكان ..قرية جميلة وادعة .في يوم من ايام الأسبوع

التجربة يعيشها الكثير والكثير
قد تكون مجرد لفتة لا تستحق الإهتمام
لكنها بنظري لفتة تكشف عن الكثير
حينما تنطفئ الكهرباء
كم من النعم الجديدة التي نكتسبها ؟؟؟
هل فكرت يوما بهذا ؟؟؟؟؟؟
كانت الساعة العاشرة مساء كنت أستعد لقراءة شي ما
انطفئت الكهرباء بعثت في داخلي شعورا بالهدوء والسلام
لحظات خرجت لأرى الفضاء الخارجي
الهدوء الذي يخترق القرية في أيام الأسبوع أصبح مزعجا
كأن المآتم قد أضفت عليه شيء من الخلود الوقتي
لكن هنا الوضع اختلف
تسمع كل شيء
تحس بروح القرية
صرخات الأطفال ضجيجهم المزعج
همسات الأشجار
أصوات الشجار وأصوات الهادئين أيضا
أصبحت هناك حميمية
أروع ما في الأمر أن السماء تصبح قريبة منك
ترى نفسك كأنك في حفلة في حضور النجوم
وغياب الشمس
سلام حقيقي ينبعث داخل نفسك
تنظر للسماء ويكاد النظر لا يخلق إلا حالة من عدم التشبع
فتعاود وتعاود......
كأنك في وفاق عجيب
قد يقصر المشهد إذ أن هناك حواس أخرى تشتغل
أدركني الجوع وبدأ العب لعبة الإحساس بالجوارح الأخرى
الإحساس بالنعمة
كم مررت بجانب أعمى كم تساءلت عن شعوره المغيب عن البصر
ذاك الشعور يراودني كثيرا
أتلمس خطاي كأعمى أستخدم سمعي بدقة متناهية
وأصابع قدمي تقيس المسافات ببطئ
بينما شعوري الداخلي يخلق رحلة حوار مع الطريق فيدلني عليه
كل جوارحي تعمل في سيمفونية جديدة مع هدوء أجمل
في داخلي أرجو أن يطول الإنطفاء أكثر
اتساءل كيف كان يعيش الأقدمون بدون هذه النعمة
النور نعمة جميلة
والظلام نعمة أجمل
لكن الأجمل من هذا كله
شعورك أنك تمتلك مقومات لكل منها
تماما كأي أعمى أو ابكم أو أصم أو غيرهم
الكل يملك مقومات لا تقل عن غيره للحياة
لم يوجد في الحياة وفي البيئة التي يعيشها
إلا وهو يحمل مستقبلات لها
كالطعام الذي يتفق مع جو منطقتنا مثلا
ما علينا سوى الحمد

الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله تلك نعمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق